عاجل
الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
المهمة الوطنية والإنسانية 

همس الكلمات

المهمة الوطنية والإنسانية 

بدأ العد التنازلي لعقد امتحانات المهمة الوطنية وهي امتحانات الثانوية العامة، وتتضمن تلك المهمة توفير كل الاستعدادات من أجل خدمة الطلاب.



 

وجاءت حزمة الخدمات والتجهيزات النهائية لاستقبال امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2023/2024،  على سبيل المثال،  الإضاءة الكافية والمراوح والمبردات للتغلب على حرارة الجو، وتوفير بيئة مناسبة للطلاب لأداء الامتحانات بسهولة ويسر، وتوفير كل سبل الراحة للطلاب وتهوية الفصول.

 

 كما كان تأمين اللجان من الأمور المهمة لبث الطمأنينة لدى الطلاب والشفافية والثقة، وذلك من خلال  التنسيق بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مع الجهات الأمنية لتأمين جميع لجان السير في أثناء فترة الامتحانات، وتوفير إجراءات السلامة والأمان به والالتزام بالإجراءات الأمنية لتأمين حفظ ونقل صناديق الأسئلة وتوزيعها على اللجان واستلام أوراق الإجابة وتجميعها وفقًا للوائح المنظمة لذلك.

وفي الواقع مع أهمية كل تلك الخدمات المقدمة  للطالب،  إلا أن خدمة تجهيز  اللجان بوسائل التهوية من مراوح ومبردات، لتخفيض حرارة الجو الشديدة بشهر  يونيو .. من أكثر الأمور التي شدتني، حيث ذكرتني بواقعة المعلمة "أماني المنجوجي"، معلمة اللغة العربية، والتي حصلت على لقب "المعلمة الأم"، بعد تداول فيديو لها وهي تجوب إحدى لجان امتحانات الثانوي بمدرسة فوة الثانوية المشتركة، بكفر الشيخ، بينما تمسك في يدها دفتر "تهوي به" على الطلاب بتحريكه يمينًا ويسارًا.

 

 قامت بتلك الحركة بعفوية تامة، لتخفف وطأة الحر الشديد من على الطالبات، معتبرة إياهم مثل بناتها، هكذا كانت مقولتها، حيث شعرت أن هواء المروحة في الفصل لم تكن كافية، لذلك بتلقائية قامت بما فعلته.

 

وكانت المفاجأة بالنسبة لها، ما رصدته كاميرات المراقبة بالمدرسة الثانوية بفوه، من  قيامها بالتهوية على الطالبات داخل اللجنة، باستخدام ورقة من الكرتون المقوى،  حيث  لم تكن تعلم أن مدير المدرسة إسلام أبو العز، سيقوم بنشر الفيديو على صفحة المدرسة، وأنه نشره بدافع إظهار القدوة الطيبة لمعلمة والجانب الإنساني من الموقف.

 

وكان من الطبيعى أن يتواصل معها، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، محمد عبدالله، ويقدم لها الشكر على موقفها الإنساني تجاه الطلاب وتكريمها في ديوان المديرية، تقديرا وعرفانا بموقفها النبيل.

 

ولا جدال أن ذلك الموقف الإنساني، رغم عفويته، إلا أنه كان ذا تأثير كبير على نفوس الطالبات أثناء تأدية امتحاناتهم.

 

وذلك على نقيض المدرس في مدرسة عمر بن عبد العزيز التجريبية بالقاهرة، "ولا نتشرف بذكر اسمه"، الذي اعتدى على تلميذه بخرطوم بلاستيكي، بالضرب المبرح داخل الصف الدراسي، وكانت النتيجة الفورية قرار  الوزارة بإحالته للتحقيق بمعرفة الشؤون القانونية بالإدارة التعليمية التابعة لمديرية عين شمس، وتم استبعاده من المدرسة بعد فتح التحقيق معه، ذلك بناء على قيام أحد التلاميذ بتصويره لتوثيق الواقعة.

 

وبطبيعة الحال الفارق كبير جدا، بين المعلمة الإنسانة،  والمدرس القاسي، الذي ارتكب جرما كبيرا بمخالفة قرار وزارة التربية والتعليم الذي ينص على حظر العقاب البدني والنفسي للطلاب، وتعليمات  وزير التعليم المصري رضا حجازي، بعدم استخدام العنف بحق الطلاب، سواء كان عقابا بدنيا أو تنمرا أو إهانة.

 

ألستم تتفقون معي، أن الرحمة والإنسانية في المدرسة  تخلق جيلا متميزا، ونشء يتمسك بمدرسته ويحب التعليم، ويجعل لديه الحافز لتنمية مواهبه، وما أحوج طلابنا بلجان امتحانات الثانوية العامة، إلى الإنسانية وتهيئة المناخ الملائم لهم لإتمام اختباراتهم بسهولة ويسر.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز